ستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية

ستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية

  • ستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية

اخرى قبل 3 سنة

ستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية

 د.سالم سريه:اكاديمي وكاتب (فلسطين)

 لا شك ان النكبة الفلسطينية لها لونها الخاص والمميز عن مجمل النكبات التي حلت بالأمة العربية قبل عام 1948 (لواء الاسكندرونة والأحواز )وبعد عام 48 في كل الأقطار (العراق سوريا واليمن )وعندما نركز على خصوصية النكبة الفلسطينية لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال ان نقلل او نستهين بما يجري من تهجير وتشريد وتدمير وتطهير عرقي وديمغرافي في هذه الأقطار مؤمنين بوحدانية القدسية للتراب العربي من المحيط الى الخليج. ففي فلسطين عرف العرب قمة التحدي وعلى ارض فلسطين يتقرر المصير العربي برمته لأنه صراع على الوجود وليس صراعا على الحدود .وبما اننا نعيش جائحة الكورونا سنكون ملزمين باستخدام المصطلحات الطبية التي أتخمنا بها .ان النكبة الفلسطينية سببها السرطان الصهيوني الأنجلو امريكي وهذا السرطان الذي فتك بجزء من الأمة بدأ يعبر عن نفسه بالتحالف الذي لا تنفك عراه بين المسيحية الصهيونية العالمية التي اصبح رموزها يحكمون امريكا (ريغان وبوش سابقا والآن ترامب ) والصهيونية العالمية (وكل امكانياتها الإقتصادية والإعلامية والسياسية والإعلامية في العالم )والكيان الصهيوني ذو المخالب النووية والتقنية المتطورة.وعندما كانت بريطانية سيدة الموقف اثناء استعمارها فلسطين امدت السرطان الصهيوني بمقومات الوجود في ظل ضعف المناعة والهزال للجسم العربي .ولأن مساحة فلسطين تكاد تكون بحجم مساحة محافظة سورية او عراقية ظن العقل العربي المسطح لأصحاب القرار انه من البساطة بمكان ان يتم تحريرها دون ان يهيئوا مستلزمات المعركة اقتصاديا وعسكريا وبذلك مني العرب بهزيمة ماحقة في ستة ايام وخسرنا الضفة وغزة والجولان وسيناء .وعندما حاول المرحوم عبد الناصر تحرير سيناء هيأ بعض المستلزمات العسكرية للمعركة قبل وفاته وكانت حرب أوكتوبر في73 .ولكن المفاجئة التي اربكت العدو الصهيوني في المعركة هو مشاركة الجيش العراقي والدعم العسكري الجزائري والمشاركات الرمزية لبعض الدول العربية .ولم نحصد من هذه المعركة إلا إتفاقية كمب ديفيد وتحييد مصر عن معركة التحرير .لذا تم تسميم ابو مدين وإشغاله بمشكلة الأمازيغ في بلاده تمهيدا لتقسيمها وتم تسميم ابو عمار وإعدام صدام حسين وليضمن الكيان الصهيوني تحييد البعد القومي في اي معركة قادمة وخاصة الثقل العراقي والثقل المصري اتى المخطط لتدمير العراق وإرجاعه للقرون الوسطى وشل حركة مصر المستقبلية من خلال سد النهضة في اثيوبيا .لقد تم تقييد مصر بفكي كماشة لا تستطيع الخلاص منهما وهما كما قلت سد النهضة (ودور الكيان الصهيوني في بناءه بدعم اموال الخليج النفطية) والفك الآخر تفجر القنبلة السكانية في مصر والتي لم تستطع حلها كما فعلت الصين فالتكاثر السكاني في مصر في ظل بنية اقتصادية تحتية متهالكة تشكل عبئا اقتصاديا لا يمكن تحمله مع مرور الزمن ولذلك يبقى اللهاث الدائم لمساعدات صندوق النقد الدولي الذي تملك امريكا مفاتيحه .فالسرطان الصهيوني يقف وراء تركيع السودان بعد ان تخلى عن جزئه الجنوبي (بفضل دعم الكيان الصهيوني للقوى الإنفصالية )وتم خنقه اقتصاديا باعتباره دوله داعمة للإرهاب كما نال حصه من مصيبة سد النهضه .هذا غيض من فيض فيما يفعله السرطان الصهيوني في جسم الأمة المتهالك بالديون والفقر والفساد والبطالة وبالتالي اضعاف مناعته . لقد ظن اصحاب النظر القصير والذي بطبيعته نفسا قطريا مقيتا ان قضية فلسطين هي شأن فلسطيني محض ولا علاقة لهم بهذا العبئ الثقيل .وهذا النفس هو ما يروج له الكيان الصهيوني حتى ينشغل كل قطر بهمومه الخاصة .لذا لا نستغرب صدور اصوات من هنا وهناك تقول ان فلسطين ليست القضية المركزية !!!ويبدو ان البعض قد تناسى ان سببية زرع الكيان الصهيوني في جسم الامة العربية انما كان ولا يزال وسيبقى يستهدف الأمة كلها.وان من مهام الأمه وواجبها القومي والسماوي ان تحشد كل امكانياتها لتواجه هذا التحدي المرعب الذي اسلفنا ذكره وهذا ليس ببعيد المنال اذا توفرت الإرادة المخلصة لتقوية مناعتة من كل الجوانب الإقتصادية والعسكريه ومواجهة هذا السرطان . خلاصة القول ان الشعب العراقي قادر لوحده نعم لوحده وبإمكانياته الذاتية وبثورته المباركة وبشهدائه الأبرار ان يزعزع الأرض من تحت اقدام الغزاة وذيولهم مهما كان لونهم وإمكانيتهم وان يستعيد عافيته وحصانته ليلعب دوره التاريخي في الدفاع عن الأمة وكذا الشعب العربي المنكوب في الأقطار العربية الأخرى ولكن الشعب الفلسطيني لا ولن يستطيع بمفرده ان يقوم بتحرير فلسطين بحكم موازين القوى التي اسلفنا ذكرها رغم شلالات الدم التي دفعها منذ النكبة وحتى الآن والتي هي في المحصلة ضريبة الدفاع عن شرف الأمة ومستقبلها ومصيرها.لذا ستبقى فلسطين محور النضال العربي وقضيته المركزية حتى يتم تحريرها من براثن الغزاة .وشتان بين السرطان الصهيوني والفيروسات المتعددة الألوان الأخرى التي تسربت الى جسم الأمه المجزأ والمتخلف والمتهالك وكل منهما قاتل وفتاك ولكن كل واحد منهم له خصوصية في التدمير والعلاج في نفس الوقت.والله غالب على امره.

 

 

التعليقات على خبر: ستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية

حمل التطبيق الأن